logo on medium devices
موقع صدى الولاية الاخباري
الاثنين 01 ديسمبر 2025
03:28:44 GMT

ثلاثة عقود...علم في رأسه نار

ثلاثة عقود...علم في رأسه نار
2025-01-25 12:52:39

بقلم / محمد بن حمود الصواعي

تتطاير الحروف وتتبعثر الكلمات وتتلعثم الجمل وتضطرب الألسن وتعتصر القلوب ألما والأنفس كمدا قد أخذ الله عزوجل أمانته ورحل القائد حسن نصر الله عن الدنيا استشهد القائد المناضل مدافعا عن وطنه لبنان ضد العدو الصهيوني الجائر وصاحب مشروع استعماري على مدار خمسة وسبعين سنة
حملت لنا ليلة السابع والعشرين من سبتمبر 2024م مفاجأة من العيار الثقيل عندما تم اغتيال نصر الله 
على يد عصابات الإجرام الصهيونية الذي كان بحق شوكة في حلق المشروع الصهيوني طوال ثلاثة عقود 
 لم يترك نصر الله فلسطين حيث كان يسعه ذلك فالحجج كثيرة والأعذار جاهزة ومغلفة والمغريات حاضرة ما لذ وطاب حرية سفر ومناصب وزارية مرموقة ورواتب ضخمة ومغريات بلا أفق رفض المغريات الأمريكية في سنة 2002 عبر الصحفي اللبناني الأصل الأمريكي الجنسية جورج نادر فمزق الورقة من شدة حماسه وغيرته على القضية الفلسطينية فلا نعجب من أصحاب القيم والمبادئ يرفضون حطام الدنيا وهم يصنعون القادة للأجيال القادمة فمن قدم ابنه شهيدا في الخطوط الأمامية لمواجهة العدو الصهيوني في أحد جبهات القتال ضد إسرائيل 1997م لم يهن عليه ترك فلسطين والقدس تحت رحمات أنين الرصاص وهو المجرب المعاني عندما كانت ترزأ لبنان تحت وطأة الاحتلال الصهيوني. 

وقد صدق أبو الطيب المتنبي في كشف معادن الناس والتضحية من أجل المبادئ والقيم فيقول: 
تَبدُو  المَواقفُ بَينَ النَّاسِ غِربالَا
سَتفرزُ النَّاسَ أَخيارًا وَ أَنذالَا
يُخيِّبُ الظَّنَ  شَخصٌ كُنتَ تَعرفهُ
 وَقدْ يَردُّ غَريبٌ عَنكَ أَهوالَا
وَقَدْ يُعاديكَ مَنْ أَخلصتَ صُحبتهُ
وَقَدْ يَكونُ الَّذِي آذَيتَ مِفضالَا

لم يترك نصر الله فلسطين ولا قضية فلسطين بمجرد أن تم تحرير أرض لبنان في 25 مايو سنة 2000 من الاحتلال الصهيوني 
الغاشم منذ 1982 حيث بلغت المساحة المحرره 1100كم خطب أمام الناس في بنت جبيل وخلفه ملصقة فيها عدد شهداء حزب الله 1276 شهيدا منذ حرب 1982م فقال ما قال في حق لبنان وشعب لبنان بعدها ليتوجه إلى شعب فلسطين قائلا: " هذا النموذج اللبناني الراقي نقدمه لشعبنا في فلسطين لتحرير أرضكم لستم بحاجة إلى دبابات ولا إلى توازن استراتيجي َولا إلى صواريخ ولا إلى طائرات ولا إلى مدافع بل على طريقة الاستشهاديين الماضين الذين هزوا الكيان الصهيوني الغاصب وأرعبوه يمكنكم أن تستعيدوا أرضكم أنتم أيها الفلسطينيون المظلومون والعزل والمحاصرون الخيار عندكم والنموذج ماثل أمام أعينكم: المقاومة الصادقة والجادة يمكنها أن تصنع لكم فجر الحرية يا أخواننا وأحباءنا في فلسطين أقول لكم : إن إسرائيل هذه التي تملك أسلحة نووية وأقوى سلاح جو في المنطقة والله هي أوهن من بيت العنكبوت " 

لم يترك نصر الله شاردة ولا واردة إلا وكرس فيها حب فلسطين وضرورة تحريرها من دنس العدو الصهيوني وله في هذا خطب وكلمات ومواقف وأقوال وأفعال فسيرة القائد حسن نصر الله خير شاهد على هذا التاريخ الحافل المناضل فقد كان يستغل كل مناسبة في الجهاد ضد العدو الصهيوني التذكير بفلسطين وقضية فلسطين والقدس والدفاع عن مقدسات الأمة فكما ذكر وتحدث عن شعب فلسطين وقضية فلسطين والاستفادة من تجربة حزب الله في خطاب تحرير لبنان سنة 2000 عاد ليكرس تجربة حزب الله كنمودج حي لأهل فلسطين وشعب فلسطين للنضال والدفاع عن قضيتهم عبر وحدة الصف والتكاتف وحسن التخطيط وغيرها من النصائح في خطاب أغسطس 2006 المعروف ب(النصر الإلهي) في حرب شرسة استمرت أربعة وثلاثين يوما. 
كان نصر الله مخلصا بصدق ووفاء منقطع النظير مع القضية الفلسطينية كرس نفسه ووقته وأشحذ الهمم وأوقد العزائم في الدفاع عن القضية الفلسطينية وهنا أرصد مجموعة من المواقف التي رسمها نصر الله مع أعوانه في حزب الله فيما يخص القضية الفلسطينية وهي كالآتي : 

7 أكتوبر سنة 2000 
قام حزب الله بعملية أمنية في مزارع شبعا فتمكن من وضع كمين على الدورية الإسرائيلية أسر من خلالها 3 جنود من الصهاينة وهم: ( بيني أفراهام وآدي أفيتان وعمر سواعد) سحبهم من السياج الحدودي الفاصل إلى حدوده تزامنت تلك الأحداث مع أحداث الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 28 سبتمبر سنة 2000م كبداية من حزب الله يعلن تضامنه الصادق مع أهل فلسطين وشعب فلسطين ومحاولة في أشغال الكيان الصهيوني وان كانت رمزية إلا إنها سببت إحراج للكيان الصهيوني والمجرم شارون حيث تميزت هذه الانتفاضة بكثرة المواجهات المسلحة وارتفاع وتيرة الأعمال العسكرية. 

أحداث الانتفاضة الفلسطينية بعد سنتين وتزامنها مع مؤتمر القمة العربية في بيروت 24 مارس 2002م التي تتقدم بمبادرة السلام مع الكيان الصهيوني الغاصب والاعتراف بحل الدولتين أي يحق للكيان الغاصب أن يمتلك أرض فلسطين إلى حدود 4 يونيو 1967م هنا أصدح السيد حسن نصر الله بالحق ورفض هذا الظلم وبخس حقوق أصحاب الأرض حيث ظهرت منه معالم الغيرة مضمخة بالقهر والأسى من أجل شعب فلسطين وانتفاضته الشرعية ضد الكيان الصهيوني مع فرق التسليح وحجم الاجرام الصهيوني ضد شعب يرمي بالحجارة والسكاكين والرصاص حيث قال مفتتحا عن دور القمة العربية على شكل استفهام استنكاري:" هل تكون القمة العربية بمستوى التلفزيون؟ هل ستكون بمستوى تطلعات شعوب العالم العربي؟ 
عندما نعود  بالذاكرة إلى القمم العربية الأولى كنا نسمع صوتا مرتفعا عاليا ونرى قرارات تتحدث عن المقاومة التحرير والوحدة ورفض الاعتراف بالصهاينة"
 
ويضيف في كلمته عن شرعية فلسطين وحدودها من البحر إلى النهر وهو دائما يؤكد ويرسخ هذا الأمر لكي تعي الأجيال القادمة أرض فلسطين الحقيقة ولا ينخدعوا بقوانين زائفة وأكاذيب منمقة أن فلسطين هي إلى حدود 4 يونيو 1967م وبذل الجهود  من أجل ارضاء الكيان الصهيوني بهذا الشرط المجحف في حق فلسطين لنرى ردة فعل الكيان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني من المبادرة العربية حيث قال:"لن نسمع في القمّة صوتا يقول إنّ فلسطين كل فلسطين هي حق الأمّة والشعب الفلسطيني من البحر إلى النهر دون أي تنازل عن حبة تراب. بعضنا يطمع أن تعطيه إسرائيل الأرض المحتلة عام 4 حزيران 67 مقابل أن يتنازل عن الحقوق ويعترف ويطبّع بها ويعيطها كل شيء، ماذا كان الرد الإسرائيل على مبادرات السلام العربية في الأسابيع الماضية؟ المزيد من المجازر والقتل وسفك الدماء وهدم المنازل في المدن والمخيمات الفلسطينية. شارون وجيش العدو الاسرائيلي يسفكون دماء الفلسطينيين بالحديد والنار فيرد عليهم العرب بمبادرات السلام، الإسرائيليون يعتقلون الآلف في فلسطين ويدمرون المحاصيل الزراعية ، يحاصرون الناس ويجوعونهم فيرد عليهم العرب بمزيد من التنازلات"

ويطرح القائد نصر الله هذه التساؤلات في بداية العقد الثاني وكأنه يرى الواقع المرير  مرأى العين في منتصف العقد الثالث حول تقديم المزيد من التنازل مع استمرار القتل وسفك الدماء ونهب البيوت والمزارع من الشعب الفلسطيني رغم قسوة كلامه النابع من الغيرة والحمية تجاه القضية الفلسطينية إلا أنه ينصح ويذكر العرب بتقوى الله والدعوة عبر منبرهم إلى دعم الانتفاضة والمقاومة في فلسطين ولبنان ولا يسعهم السكوت في ظل الدعم السخي وغير المحدود  الأمريكي للكيان الصهيوني شتى أنواع السلاح عليهم أن يسلحوا أهل فلسطين ولا يحتاجون طائرات ولا دبابات وهنا نصر الله يدعوا إلى تسليح أهل فلسطين من أجل قضيتهم ولا يوجد له أي خطاب يدعو إلى تسليح المقاومة في لبنان وهكذا يكون القادة تصدق أقوالهم مع أفعالهم ويؤثرون الآخرين على أنفسهم والحرص على وحدة الكلمة والموقف عبر قضية ينبغي رأسا أن توحد مواقفهم وأفعالهم فيقول :

" هل هكذا يكون الرد على الهجمة الإسرائيلية الشرسة، ألم نتعلم بعد بعد هذه العقود من الزمن من الصراع مع العدو الاسرائيلي أنّه عندما يقتلنا ويعتدي علينا ويهاجمنا ونقابله بمبادرات  السلام أي أنّنا نقول له : أحسنت أمعن في قتلنا واسفك المزيد من الدماء ودمر المزيد من البيوت فليس لك عند العرب حديد ولا نار بل ينتظرك المزيد التنازلات والخضوع والتخلي عن الحقوق. أليس هذا هو الواقع القائم الآن في هذه المرحلة؟.
نحن ندعو القمة العربية أن تتقي الله في هذه الأيام، وإن لم يكونوا من أهل الإيمان بالآخرة أو ممن نسوا الآخرة فنقول لهم كلمة الحسين : إن لم تكونوا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم"
ندعو القمة العربية أن يكون صوتها عاليا وأن تكون الكلمة الأولى في بيانها إعلان عربي صريح بدعم الانتفاضة والمقاومة في فلسطين ودعم المقاومة في لبنان. 
ندعوهم إلى أن يعلنوا للعالم أنّ المقاومة حق وأن يرفضوا أمام العالم وأمام أمريكا وصف المقاومة ب (الإرهاب) 
ندعو القمة العربية إلى دعم جدي وحقيقي للإنتفاضة بالمال وبالسلاح، الفلسطينيون لا يريدون قوات عربية كما حصل عام 1948، والدول العربية قادرة وتملك من المال والخبرة والقوة ما يمكّنها من إيصال السلاح إلى الفلسطينيين، كيف تقدم أمريكا سنويا طائرات جديدة ودبابات جديدة وأسلحة جديدة تحت عين وسمع العالم العربي ولا يتحرك هذا العالم العربي ليقدم للفلسطينيين أبسط السلاح الذي يمكنهم من الدفاع فيه عن أنفسهم؟ الفلسطينيون لا يطلبون منكم طائراتكم ودباباتكم، لكن أعطوهم من السلاح شبيه ما كانت تملكه المقاومة في لبنان". 

وفي ختام خطابه التاريخي الذي اعتبره باكورة وفاء السيد للقضية الفلسطينية ومقدسات الأمة بكل ذرة من ذرات جسمه وكل نفس من أنفاسه وضع المفصل في المقصل بين محور الحق (فلسطين) ومحور الباطل ( الكيان الصهيوني) ورفع سبابته وأعلنها بكل وضوح لا يحق التخلي عن فلسطين أرضا ولا حرفا من حروف اسم فلسطين راسما طريقا واضحا رافعا نبرة التحدي للكيان الصهيوني ناثرا عبير الثقة بوعد الله ونصره في تحرير أرض فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى حيث قال :" نحن في حزب الله نقف هنا لنؤكد ونقول إنّ الحق لا يصبح باطلا بمضي الزمان، وإنّ الباطل لا يصبح حقا بمضي الزمان ولذلك : أولا إنّ إسرائيل هي باطل محض وهي كيان غاصب طاريء محتل إرهابي سرطاني ليس له أي شرعية أو قانونية على الاطلاق ولن تكون.
ثانيا لا يملك أي زعيم عربي أو مسلم ولا أية قمة عربية أو إسلامية ولا أي جهة أو فئة أو مجموعة أو مرجعية ، لا يملك أحد حق التخلي عن حبة رمل واحدة من أرض فلسطين ولا يملك أحد حق التخلي حتّى عن حرف واحد من اسم فلسطين". 

ثم يختم نصر الله خطابه أن الكيان الإرهابي السرطاني إلى زوال وأنه سيظل متمسكا بالحق واليقين والثقة بالله عزوجل أنه جيل النصر وتحرير فلسطين والصلاة في المسجد الأقصى يؤكد ترسيخ هذه العقيدة للجيل الحالي والأجيال القادمة فيقول:" ولنؤكد من موقع لبيك يا حسين تبقى شعاراتنا حيّة ، فنحن نحن قبل 11 ايلول وبعد 11 أيلول ، قبل أن تفتح الأبواب أو بعد أن توصد الأبواب ، قبل أن نوضع على لائحة الارهاب أو بعد أن وضعنا على لائحة الارهاب ، لا نقبل الخضوع لهذا الشيطان الأكبر المستكبر المستبد الذي يريد فرض هيمنته على العالم ، أمّا هذا الكيان الإسرائيلي ، هذا الباطل المحض، هذا الفساد المحض،  هذا الظلم المحض، هذا الارهاب وهذا السرطان ، سوف يبقى كيانا مرفوضا ولو صالح من صالح واعترف من اعترف واستسلم من استسلم ، هذه العقيدة والايمان سيرثه أولادنا وأحفادنا وإن كنت أعتقد أنّنا سنكون إن شاء الله جيل النصر في فلسطين والجيل الذي يصلي في بيت المقدس ، ولكن هذا إيمان لا ريب فيه والتزام لا تردد فيه والتزامنا في المقاومة في بندقيّتها ورصاصها ودماء مجاهديها : الموت لإسرائيل "

تطرقت لهذه الخطبة القيمة وما فيها من مبادئ واستخلاص تجربة القائد حسن نصر الله على الرغم من قدمها إلا أنها ظلت مرافقة لدرب نصر الله طوال مسيرته الجهادية والنضالية ضد المشروع الصهيوني وهي خريطة ذهنية وبوصلة واضحة لشخصية حسن نصر الله حيث إنها لم تكن مجرد شعارات منمقة بل لها أفعالها الخالدة تجاه فلسطين وقضيتها كما سنذكرها تباعا. 

أحداث 30 مارس 2002 أي بعد خطبته العصماء التي ذكرناها سابقا وبالتحديد بعد أسبوع من إلقاءها أقدم أحد أفراد حماس عملية نوعية أردت 30 جنديا قتيلا وهي من ضمن أحداث الانتفاضة الفلسطينية المشروعة هنا كشر المجرم شارون عن أنيابه ولم يبال أهمية بالقمة العربية حول مبادرة السلام وارتكب مجازر في الضفة الغربية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وهنا اختبار حقيقي لحزب الله وللقائد حسن نصر الله هل سيكون كلامه محض شعارات فقاعات أم تطبيقا لوحدة الدين والأخوة مع الشعب الفلسطيني حيث لم يرض أن تنفرد فلسطين والضفة الغربية وحدها بوحشية الاحتلال الصهيوني فأخذ نصر الله زمام الأمور وفتح جبهة نار ضد الكيان الصهيوني في مزارع شبعا فأخذ يرفع وتيرة القصف في مزارع شبعا بعد الاجتماع والتشاور مع بشار الأسد وقال له نصر الله لا يمكن أن نترك الصهاينة ينفردون بأهل فلسطين في الضفة الغربية ونحن نقف مكتوفي الأيدي فنجحت استراتيجية نصر الله فأخذ حزب الله يقصف الصهاينة في مزارع شبعا وحدود فلسطين مئات الصواريخ واستمر الوضع إلى أن أرغم الحكومة الصهيونية المتطرفة إلى عقد اتفاق وقف النار مع فلسطين تخفيفا للضربات التي تلقاها الآلة الصهيونية من قبل حزب الله طوال ما يقارب أكثر من أسبوعين إلى يوم 14 أبريل 2002.

يؤكد نصر الله أن الأسرى لهم مكانة عالية عنده فهي حق من حقوق حاضنته الشعبية ويجب أن يسعى ذلك أما بالمفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط ألمانيا أو عمليات عسكرية يقوم بها حزب الله في أسر جنود وضباط للعدو الصهيوني كما فعلوا في أكتوبر سنة 2000 وكما فعلها في عملية الوعد الصادق سنة 2006 وتحقيق النصر الإلهي الأمر التاريخي الذي حفر فيه نصر الله اسمه بأحرف من نور هي عملية التفاوض غير المباشر مع العدو الصهيوني في يوم 29 يناير 2004م عندما تم تحرير ما يقارب 431 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال مع 24 أسيرا لبنانيا و8 أسرى من مختلف الجنسيات العربية مقابل الإفراج عن العقيد في الجيش الإسرائيلي (ألحانان تننباوم) و3 جنود أخريين حيث كانت فكرت أسر العقيد من صنع وتدبير مستشار حسن نصر الله (قيس عبيد) والأفراج عن جثث ثلاث جنود صهاينة أسرهم حزب الله في يوم 7 أكتوبر سنة 2000 حيت تعد هذه العملية التاريخية البطولية فريدة من نوعها حيث يعد نصر الله أول قائد عربي وإسلامي يقوم بتحرير ما يقارب 431 أسيرا فلسطينيا من سجون الاحتلال وهو دائما ما كان يردد في خطاباته عبارته الشهيرة: 
" نحن لا نترك أسرانا في السجون". 

اغتيال الكيان الصهيوني الغاصب الشهيد المقعد الشيخ أحمد ياسين رئيس حركة حماس في 22 مارس 2004 عمل حزب الله تأبين عزاء في جنوب لبنان واستضاف قادة حماس وذلك يوم 27 مارس 2004 وإعلان نصر الله وحدة المصير مع حماس وأنهم جزء من حركة حماس وأعضاء فيها تضامن مع حماس في الأفراح والأحزان والاستعداد للمشاركة في أي حرب قادمة مع فلسطين ضد العدو الصهيوني هنا تظهر صدق المشاعر وتوثيق روابط الأخوة الإسلامية  والنضال ضد المشروع الصهيوني والهيمنة الأمريكية وبعد ذكر مكانة الشيخ المجاهد أحمد ياسين ووحدة المقاومة الفلسطينية وعدم خوفه من تهديدات الصهاينة من اغتيال قيادات لدى المقاومة الفلسطينية أو المقاومة اللبنانية ختم كلمته التاريخية فقال بعزم وثبات وهمة عالية ووفاء الأخ لأخيه ووقوف المسلم مع أخيه في النائبات 
" وأقول لأخواننا في فلسطين كل الشعب الفلسطيني, ولكن أخص بالذكر إخواننا في "حماس ": نحن معكم, في لبنان معكم, في مقاومتنا اللبنانية معكم, في حزب الله ومقاومتهه الاسلامية معكم , كونوا واثقين أن دمكم هو دمنا وأن عرضكم هو عرضنا وأن شيخكم هو شيخنا وأن مصيرنا واحد وكرامتنا واحدة وهذا يعني أن معركتنا واحدة. نحزن لحزنكم , نفرح لفرحكم, وبكل وضوح حربكم حربنا, سلمكم سلمنا" ويؤكد نصر الله التضامن روحا وجسدا مع حماس ومختلف فصائل المقاومة الفلسطينية حتى لو تخلى العالم كله عنهم ويكرر ذات الكلام كما قاله سابقا عند استشهاد القائد فتحي الشقاقي فنصر الله صاحب مستوى عالي من الوعي والنضج ويقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ووحدة الأمة في مواجهة العدو الصهيوني أولوية كبرى حيث يقول:
" واكرر لحماس ولقيادة حماس ما قلته في تشييع الأخ الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي وفي محضر الأخوة وفي محضر الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين الذي انتخب حينه الأخ العزيز الدكتور رمضان عبدالله, أعيد ما قلته في ذلك الموقف لأن هذا هو الموقف الآن والوقت المناسب, أقول لقيادة حماس، لرئيس مكتبها السياسي الأخ المجاهد الأستاذ خالد مشعل، لقائدها في غزة الاخ الدكتور المجاهد عبد العزيز الرنتيسي ولكل قياداتها وكوادرها وابنائها ورجالها ونسائها وصغارها وكبارها ,اعتبروننا نحن في حزب الله من الأن, من أمينه العام إلى كل قيادييه وكوادره ومجاهديه ورجاله ونسائه وصغاره وكباره أعضاء في حركة حماس تحت قيادتكم, جنودا في حركة حماس تحت قيادتكم، واعلموا بأننا إن شاء الله أخوانكم وأخواتكم في لبنان سوف نفي بهذا الالتزام وبهذا الانتماء وبهذا التوحد. اليوم المقاومون دم واحد, جسد واحد, روح واحدة, مشروع واحد , أفق واحد , آمل واحد , غاية واحدة ولن يتخلى أحدهم عن الآخر ولو تخلى عنهم كل العالم.‏‏"
لذلك هناك من يتعجب ويتفاجأ من سر انضمام حزب الله إلى طوفان الأقصى مباشرة فظهر هناك من يشكك بنوايا حزب الله وأنه مشروع يخدم أجندات إيران في المنطقة وأن حزب الله يتحكم بالحكومة اللبنانية ويدخل لبنان في حرب عبثية تدميرية المستفيد الوحيد منها هو إيران فقط لتقلب الحقيقة رأسا على عقب لأن شريحة كبيرة من هؤلاء لم يطلعوا على تاريخ نضال حزب الله وتضامنه مع القضية الفلسطينية بالمواقف والأفعال والقصف على الكيان الصهيوني وقوقا مع أهل فلسطين وتحرير أسرى فلسطين وغيرها هكذا القادة المخلصون الصادقون لا يبحثون عن العثرات حيث أن نصر الله مثلا:
لم يسأل عن المصالح والمكتسبات من هذه الحرب 

لم يتراجع للخلف خوفا من تدمير حاضنته الشعبية وتدمير البنى التحتية 

لم يضمر الشك وسوء الظن تجاه حماس رغم أن هناك كثر حاولوا الكذب والترويج الإعلامي بهذه الورقة ولكن ذكاء حسن نصر الله سحب البساط عن هؤلاء ولم يترك لهم المجال في بث بذور الفرقة بين الرأس والجسد ولم يشكك في نزاهة المقاومة الفلسطينية كونها دخلت في صلب المعركة عبر عملية نوعية كبرى دون تنسيق مسبق مع حزب الله 
لم يبحث عن مصالحه الخاصة بل قدم المصلحة العامة للقضية الفلسطينية وجعل نفسه رهن إشارة بيد المقاومة الفلسطينية كما وعد في الخطابات التي ذكرنا بعض منها في بداية القرن العشرين. 

هكذا يثبت نصر الله أن فكره وعقله أكبر من هذه الترهات وأنه صادق الفعال في الدخول في معركة استراتيجية طويلة المدى لها حسابات مختلفة تماما عن الحروب السابقة التي خاضها. 
وخير ما تحكي فروسية نصر الله هي أبيات الخنساء في رثاء أخيها صخر حيث تقول:

 وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ
كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ 
جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ 
وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ
حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ 
شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

 هكذا يبرهن حسن نصر الله على صدق أقواله ومبادئه مع القضية الفلسطينية بالانضمام مع أهل حماس وغزة وأعلنها بصوت مرتفع يجب أن تنتصر حماس ولن نترك غزة وحدها ففي الحقيقة يوم بعد يوم يبرهن لنا حزب الله خصوصا  في حقبة السيد حسن نصر الله أن جنود حزب الله و قيادته هي البندقية في زند الفلسطيني لضرب العدو الصهيوني في جميع الحروب والمعارك ولعلنا رأينا ماذا فعل حزب الله حينما قام العدو الصهيوني بجريمة اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري يوم 6 يناير 2024 في جنوب لبنان فأطلق حزب الله في اليوم الثاني 60 صاروخا نحو قاعدة ميرون العسكرية وهي قاعدة استطلاعية وتجسسية على دول الطوق وصولا إلى تركيا. 

إن نضال حسن نصر الله مع القضية الفلسطينية كأنك تتحدث عن المستحيلات فغير ممكن إطلاقا أن   تفصل روح الإنسان عن جسده ولا تفصل الرأس عن الوجه ولا أن تعزل الرأس عن باقي أجزاء الجسد فهكذا هي قضية فلسطين كأنها  قطعة من. 
  جسد حسن نصر الله وقد يعبر عن هذا الإرث العميق وحبل الموده المتين بينه وبين فلسطين فيقول:
"لا يمكن فصل لبنان عن فلسطين لأن الأرض واحدة والتاريخ واحد والعدو واحد والضحايا واحدة والمصير واحد" 

يقول أبو فراس الحمداني :
وَفَيتُ وَفي بَعضِ الوَفاءِ مَذَلَّةٌ
لِإِنسانَيةٍ في الحَيِّ شيمَتُها الغَدرُ

ذلك الطود الأشم والجبل الشامخ جعلنا نتسمر خلف الشاشات لعقود طويلة متابعة خطاباته المزلزلة وكلماته الدامغة نظرا لأسلوبه في إيصال المعلومة وروح الدعابة التي لا تفارق محياه وكلماته كالرصاص في كبد العدو الصهيوني الذي يحسب لها ألف حساب ويترجمها باللغة العبرية فهو صاحب نظرية والله إن إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت سنة 2000 في حرب التحرير وهو الملهم الذي يرفع معنويات البيئة الحاضنة المثخنة بالجراح من ويلات الحرب فيقول لهم ويؤكد "ولى زمن الهزائم وجاء زمن الانتصارات " وما تصريحات الصهاينة ومسؤوليه التي ملئت الصحف والمجلات ضجيجا وعويلا على قوة حزب الله وشجاعة مقاتليه منها على سبيل المثال لا الحصر نبدأ من حرب تحرير لبنان وجنوبها من الكيان الصهيوني الغاصب ما قاله الوزير الصهيوني السابق حاييم رامون واصفا البقاء في لبنان بمثابة مرض الطاعون حيث يقول:"كلّ قرار يرتبط بلبنان هو اختيار بين الطاعون والكوليرا، ونحن نفضّل الكوليرا لأنه يمكن معالجتها بعكس الطاعون، والبقاء في لبنان هو الطاعون". 

كانت عمليات حزب الله في حقبة التسعينيات مدروسة ومحكمة خصوصا بعد تعيين حسن نصر الله أمينا عاما لحزب الله سنة 1992م حيث فتح صفحة جديدة في الصراع ضد المشروع الصهيوني  ضربات حزب الله وعمليات المقاومة وارتفاع وتيرتها بين زرع الألغام والعبوات الناسفة وقصف المواقع والثكنات بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون وأدخل معادلة صواريخ الكاتيوشا كمعادلة ردع جديدة في ساحة الصراع ضد العدو الصهيوني فأمر بإطلاق 300 صاروخ كاتيوشا فورا في وقت تشييع جنازة أستاذه عباس الموسوي حيث ارتفعت على سبيل المثال وتيرة العمليات ضد الكيان
كانت على النحو الآتي:

بلغت عدد العمليات العسكرية التي قام بها حزب الله ضد الصهاينة من 92إلى 94م 465عملية 

بلغت عدد العمليات العسكرية التي قام بها حزب الله ضد الصهاينة من 95إلى 97م 936عملية 

أي من 1992 إلى 1997 بلغت إجمالي عمليات حزب الله ضد العدو الصهيوني مايقارب 1400 عملية وهو رقم كبير جدا يجعل الكيان الصهيوني في وضع محرج وموقف مريب وهذا ما عبر عنه حسن نصر الله أن اتفاقية نيسان 1996م من أهم أسباب تعزيز الثقة والمصداقية بين الشعب والمقاومة وتعزيز معادلة الردع والقوة ضد الكيان الصهيوني فبعد الجدل على امتلاك حزب الله صواريخ الكاتيوشا رسخت اتفاقية نيسان ضرورة امتلاك حزب الله صواريخ الكاتيوشا كما أن اتفاقية نيسان حمت المدنيين في لبنان والبنية التحتية من القصف الصهيوني كما أن حزب الله أقام عمليات عسكرية وتكثيف العمليات بوتيرة عالية على حدود شمال فلسطين فيوقع قتلى وجرحى في جنود الاحتلال وتبقى مناطقهم آمنة من القصف الإسرائيلي وفي بعض المرات عندما يقصف الصهيوني المدنيين في لبنان خلال الفترة من 1996 إلى 2000م يأتي حزب الله ويرد مباشرة في قصف مستوطنات الشمال وهذا ما شكل ردع وأرباك للعدو الصهيوني ونقطة تحول جذرية في معادلات الردع وهذا ما عبر عنه الإسرائيلي شحاك فيقول: " أن تفاهم نيسان حمى لبنان من ردات فعلنا وجعل ضباطنا وجنودنا أكياس رمل بين فكي ملاكمي حزب الله" 

يمتلك القائد حسن نصر الله بعد نظر وسعة أفق ورؤية عميقة جدا فهو الذي حذر الأمة بعد الغزو العراقي لأمريكا في خطاب نعي محمد باقر الحكيم في يوم 1 سبتمبر 2003 فقد حذر الأمة من المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة وهو خلق فتنة مذهبية وطائفية بين السنة والشيعة وأن ينبغي كل مروج لأحداث الماضي من السنة أو الشيعة بما فيها  للمسلمين ينبغي ردعه بل قطع يده ولسانه لأنه يخدم المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة وهو جعل المسلمين يتصارعون ويتناحرون على الخلاف السني والشيعي عبر استدعاء أحقاد وضغائن تعود قبل 1400 سنة تقريبا كان حسن نصر الله حازما شديدا حذرا من هذا الفخ الصهيوني الخبيث حيث قال :
"الأمل الوحيد لسيطرة أمريكا على المنطقة لعقود ولأجيال هو ضرب الأمة في مسألة الشيعة والسنة والسلام.هذا هو أخطر تهديد يواجه الأمة من قبل أميركا، ووحدة الشيعة والسنة هي أكبر تهديد يواجه المشروع الأميركي – الصهيوني الجديد في المنطقة. مسؤولية الجميع أن يقفوا وينطقوا بالحق، لا يجوز أن يتردد أحد باتخاذ الموقف عندما يتطلب الأمر أن نتخذ موقفاً. المسألة هنا ليست مزاج فلان أو فلان ورغبات الجهة الفلانية أو الفلانية ، نحن هنا نتحدث عن مصير أمتنا ومنطقتنا وشعوبنا وأجيالنا وأولادنا وأحفادنا ومقدساتنا والكل يجب أن يتحمل المسؤولية. هذا يدعونا في العالم الإسلامي والعالم العربي بشكل خاص أن نضع أسس للتعاطي مع أحداث مشابهة من هذا النوع، وفي مقدمتها محاصرة كل اتجاه للفتنة، كل من يعمل للفتنة كل من يثير الفتنة بكلمة بفعل بطلقة رصاص يجب أن يحاصر وأن يدان وأن يضرب على يديه، بل يجب أن تقطع يده ولسانه أيضاً أياً كان: سنياً أو شيعياً، لأن التسامح في هذا الأمر له مخاطر كبيرة جداً. عندما تثار العواطف والأحقاد والضغائن، ولدينا مئات السنين ونستطيع أن نجلب ضغائن وأحقاد وحساسيات، ولدينا في الحاضر ضغائن وأحقاد وحساسيات، عندما يصبح اتجاه الفتنة هو الذي يسيطر على المشاعر لن يبقى مكان لعاقل شيعي ولا لعاقل سني، سوف تصبح الساحة في يد "السي آي إي" والموساد اللتين، أقسم بأنهما تخترقان العديد من المجموعات التي ترفع شعار الإسلام وراية الإسلام من أجل ضرب المسلمين من داخل مجموعاتهم وتنظيماتهم ومؤسساتهم. أول أساس يجب أن نتبانى عليه، هو محاصرة أي اتجاه للفتنة، أي اتجاه يريد أن يثير هذا الصراع ولحساب أي كان، وهذا الاتجاه للفتنة فيه نوعان من الناس: فيه عملاء يعرفون ما يفعلون، وفيه جهلاء أعماهم الجل والتحجر والعصبية، ويجب أن نواجه العملاء ويجب أن نواجه الجهلاء. وأول المواجهة، هو الوقوف بشدة وبحزم أمام أي اتجاه تكفيري في وسط المسلمين، سواء كان هذا الاتجاه سنياً يكفّر بقية السنة ومعهم الشيعة وغيرهم من الطوائف أو كان هذه الاتجاه شيعياً يكفّر السنة وغيرها من المذاهب والطوائف. أي اتجاه تكفيري في الأمة هو اتجاه تدميري. الاتجاه التكفيري يسقط كل الحرمات، لا يبقى هناك حرمة لا للمسجد الحرام ولا لمسجد النبي صلى الله عليه وسلم ولا لمقام علي ولا لخليفة ولا لصحابي ولا تابع بإحسان. الاتجاه التكفيري لا يبقي حرمة لا لدم ولا لعرض ولا لمال ولا لمستقبل. الاتجاه التكفيري هو اتجاه شيطاني غرائزي متحجر لا يستند إلى أي منطق قرآني أو نبوي ويجب أن يواجه، وحتى الذين ربوا ودعموا هذا الاتجاه بدءوا يعانون من ويلات هذا الاتجاه ويجب عليهم أن يسارعوا ومعهم كل الأمة وكل العالم الإسلامي، هذا اتجاه خطر، لا أريد أن أدخل في تسميات وفي أسماء وعناوين، ولكن من واجبي أن أقف وأقول: يوجد اتجاه تكفيري في الأمة ويمكن لهذا الاتجاه أن يرتكب فجائع من هذا النوع"

ومما حال أمر الأمة من نجاح العدو الصهيوني والغرب من تمزيق صف الأمة عبر إثارة الأمور الحساسه في تراث الأمة وأذكاء الفتنة الطائفية بين الأمة الإسلامية استذكرت أبيات أبو مسلم البهلاني حيث يقول : 
وليت بني الإسلام قرت صفاتهم 
فما زعزعتها للغرور الزعازع 
لقد مكن الأعداء منا انخداعنا 
وقد لاح آل في المهامع لامع 
وتمزيق هذا الدين كل لمذهب 
له شيع فيما ادعاه تشايع 
وما ترك المختار ألف ديانة 
ولا جاء في القرآن هذا التنازع 

ويا للأسف لم يلتفت لخطابه وكلامه أغلب علماء الأمة إلا من رحمه ربه رغم وضعه في خطابه استراتيجيات لمواجهة التكفيرين سواء كانوا عملاء أم جهلاء بل صموا أذانهم ولم يأخذوا بنصائح القائد المخلص الغيور الحريص على وحدة الأمة محمل الجد فوقعوا في الفخ وحدث الهرج والمرج بين المسلمين وترجم ذلك فعليا في العشرية السوداوية في الحرب السورية التي وبكل أسى وحزن تورط فيها حزب الله الذي أعلن حسن نصر الله إنها الحرب التي أجبرنا الخوض فيها ولا نرغبها ولا نريدها وهو من هذا المنطلق حريص على وحدة سوريا واستقرارها كونها خزان السلاح لحزب الله وهي سند المقاومة رغم الجهود التي بذلها حسن نصر الله للأصلاح بين النظام السوري والمعارضة السورية وفتح قنوات تواصل مع الطرفين ولكن سبق الحبل على الغارب كما يقال والمخطط الغربي أكبر من سوريا والمعارضة وحسن نصر الله فقد باءت مبادرته بالفشل يذكر المستشار الأمريكي كان  صابطا سابقا في CIA روبيرت باير صاحب كتاب الشيطان الذي نعرفه سنة 2008 أي قبل الحرب السورية بثلاث سنوات تقريبا طرح مخططا لأضعاف حزب الله من جهة إشعال فتنة سنية شيعية تسلح فيها الجماعات التكفيرية ضذ حزب الله ومن جهة أخرى يفقد فيها حزب الله شعبيته في العالم العربي بأنه أصبح حزب طائفي ينتصر لطائفته الشيعية وللأسف الشديد تحقق هذا الأمر عبر الحرب السورية سنة 2011م وعندما تبحث عن المستفيد الذي يتكأ على كرسي فاخر ويسخر من واقع المسلمين ويكشر عن أنيابه في عدوانه وطغيانه ألا وهو الكيان الصهيوني الغاصب فتنة الحرب السورية طوال العشرية المنصرمة (2010 2020) أثخنت جراح حزب الله وعملت شرخا عميقا بينه وبين العالم الإسلامي كان القائد حسن نصر الله حذرا في الأزمة السورية فقد امتلك الصبر والنفس الطويل كما هو معروف عن شخصيته انتظر ما يقارب عامان حتى تدخل فعليا في سوريا شهر مايو 2013م وهو مجبر على ذلك كما عبر عن ذلك المحلل البريطاني الشهير وسابقا كان عضو في حزب العمال البريطاني جورج غالاوي فقال: "حزب الله وحسن نصر الله أخر قوة أجنبية دخلت سوريا وهو مستعد أن يخرج من سوريا فور انتهاء الحرب مباشرة وقد أجبروا على خوض هذه الحرب (ليأخذ نفسا عميقا ويقول) ويالها من حرب ".
من يتتبع خطابات القائد حسن نصر الله في الحرب السورية يستخلص منها صفات الشجاعة والإخلاص والصدق والشفافية والخلق الرفيع والتواضع وعدم التشفي والانتقام من الخصوم رغم فارق المستوى الثقافي والمعرفي والأخلاقي بينه وبين 80 فصيل مسلح من المعارضة السورية فخطب نصر الله كثيرة ولكن نقتبس منها أشهر خطبة عصماء عن الحرب السورية وهي في 14 أغسطس 2013م حيث قال "
نحن حزب الله عندما ناتي يوم القيامة لنقف بين يدي الله سبحانه وتعالى سوف ترى الأشهاد على رؤوس الأشهاد سوف يشهد العالم كله أننا لم نقاتل إلا الجماعات المسلحة التكفيرية" ويؤكد نصر الله كما ذكر في كثير من الخطب هؤلاء مجموعة من التكفيرين عمي القلوب والأبصار القتله هؤلاء ليسوا سوريين ولا فلسطينين ولا عرب ولا مسلمين ولا سنة هؤلاء لا دين لهم ولا وطن لهم ولا قوم لهم ويؤكد نصر الله هؤلاء قتلوا من السنة أكثر من الشيعة كما قتلوا السنة أكثر من المسيحين قتلوا من علماء السنة أكثر من علماء الشيعة 
ثم يعقد مقارنة مفضلة وجريئة بين ما يفعله حزب الله في سوريا وماتقوم به الجماعات التكفيرية ومن يساندها وهو خطاب نزيه يمتاز بالوضوح والشفافية وهذا الطرح قمة الرقي لم يقم به أي قائد أو فصيل من المعارضة المسلحة بهذا المستوى من الطرح الواضح المتسم بالشفافية حيث يقول: "نحن نقاتل بقيمنا وضوابطنا نحن لم نجهز  على جريح وأنتم تجهزون على الجرحى نحن لم نقتل أسيرا وأنتم توقفوا الأسرى أمام الكاميرات وتقتلوهم في وضح النهار نحن لم نقتل المدنيين نحن في بعض معاركنا من أجل تجنب قتل المدنين سقط لنا المزيد من الشهداء". 

رغم الصبر الاستراتيجي الذي مارسه نصر الله في سوريا إلا أنه وقع في الأمر المرير والقتال بين المسلمين كونه وقع بين الأمرين وقوفه عن القتال والتدخل في سوريا تدمير سند المقاومة وظهرها وهي سوريا والسكين قادمه على رقبة حزب الله و قتاله في سوريا وهو ما ذهب إليه هو سفك دماء بين المسلمين وهو ما يريده العدو الصهيوني وأمر لا مناص منه الفاحص والمدقق يلاحظ أن نصر الله لم يعلن عن شهداء حزب الله في حرب سوريا في حين أنه أعلن منذ أول يوم من معركة طوفان الأقصى كل فرد يقتل من حزب الله أنه شهيد على طريق القدس ويعلن عن اسمه وتنشر صورته وهنا الفرق الجوهري بين موقف حزب الله من الحرب السورية وبين موقفه في حربه ضد الكيان الصهيوني في فلسطين وغزة 

يقول شاعر العلماء أبو مسلم البهلاني عن مرارة استخدام السلاح للقتال بين المسلمين لا من أجل قتال المحتل للوطن وعدو الأمة:

وما ذبح الإسلام إلا سيوفنا 
وقد جعلت في نفسها تتقارع 
وما صدعة الإسلام من سيف خصمه 
بأعظم مما بين أهليه واقع 
فكم سيف باغ حز أوداج دينه 
بأفضع مما سيف ذي الشرك باخع 

رسم القائد حسن نصر الله معادلة ردع وخطوط حمراء ضد العدو الصهيوني لأنه يدرك أن الصهاينة لا يفهمون إلا لغة القوة فقط وحدها هي من تحفظ سيادة لبنان وتحفظ أمن واستقرار لبنان فقد فرض نظرية أن حزب الله دائما هو الذي يكون صاحب الطلقة الأخيرة نحو مناطق العدو وقد فرضها بقوة في حرب 13 أبريل سنة 1996م في عملية عناقيد الغضب وكرسها عبر الطلقات الأخيرة نحو الصهاينة وجيش لحد الجنوبي العميل قبل الانسحاب من لبنان نهائيا سنة 2000م فقد استهدف  حزب الله مثلا في 29 أبريل سنة 2000 ما يقارب 29 موقعا للعدو الصهيوني في هذا اليوم فقط وكذلك حزب الله كان صاحب أخر طلقة في حرب تموز 2006 ضد العدو الصهيوني جميع معادلات الردع وقواعد الاشتباك التي فرضها حسن نصر الله ضد العدو الصهيوني جعلت من الصهاينة فئران مذعورة أمام حزب الله وهذه من الكلمات الخالدة التي كرسها حسن نصر الله في عقلية العدو الصهيوني
أضف إلى خطاب بنت جبيل في 2000 و 2006 عندما أكد نظريته أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت ومما فرضه نصر الله من معادلات الردع الضاحية مقابل حيفا وقد طبقها فورا في حرب تموز 2006 وعندما أعلن مطار رفيق الحريري مقابل مطار بن غوريون هنا أطبق الصهاينة ألسنتهم وابتلعوا  خيبتهم فكان القائد نصر الله ذكيا في الجانب النفسي وكما قال نعم نحن نخوض حرب نفسية ضد الصهيوني ولكنها صادقة هم يعلمون ذلك ومن معادلات الردع في حرب تموز البث المباشر أمام العالم عندما استخدم الجهاز اللاسلكي ليتحدث أمام العالم في لحظة عرض فيديو بث مباشر قصف البارجة الحربية الصهيونية في نفس الوقت يخطب أمام الناس ويعرض الفيديو ويقول لهم انظروا إليها أنها تغرق وبها عشرات الجنود الصهاينة وذلك في 14 تموز 2006 وعندما تفتش في سيرة المجاهد الناصع ترى أنه كرس معادلات وخطوط حمراء يمنع العدو الصهيوني اجتيازها أو التعدي عليها فمثلا عندما تتابع خطب نصر الله في 2012 كأنك ترى تطابق كلامه مع ما يحدث اليوم مع الكيان الصهيوني في طوفان الأقصى وهنا يتضح لك أن الكيان الصهيوني كتابا مفتوحا بالنسبة للقائد نصر الله فقد ذكر في خطابه سنة 2012 في يوم القدس العالمي أن المقاومة أصبحت تملك صواريخ متطورة ودقيقة في ضرب الهدف كما راهن على بقاء حياة الآلاف المستوطنين في جحيم حقيقي ويمكن الحديث عن عشرات الآلاف القتلى من الصهاينة وأكد أن الصواريخ في وضعية سرية ممتازة جدا وهذا ما يؤكده الواقع رغم اغتيال قادة حزب الله و تفجيرات هواتف البيجر ألا إن سرية الصواريخ بقت محفوظة وفي مواضع أمنة ورجع يؤكد معادلة الردع الأصلية التي فرضها قصف البيوت والمدنيين والضاحية وبيروت يقابل بالمثل مع الكيان الصهيوني الغاصب وإذا ما استشهدنا بخطاب آخر للقائد حسن نصر الله في 5 نوفمبر سنة 2012م فقد أكد دقة إصابة الأهداف في تل أبيب وغيرها ووضع الخطوط الحمراء مع نبرة أشد في التحدي فقال بالحرف الواحد :" انتهى الزمن الذي تهدم فيه بيوتنا وتبقى بيوتهم قائمة انتهى الزمن الذي نخاف فيه وهم لا يخافون بل أقول لكم جاء الزمن الذي ستبقى فيه وهم إلى زوال" فإذا ما عرضنا واقع طوفان الأقصى ودخول حزب الله في المعركة دون أن يطلب منه القسام كتفا بكتف جنب أخوانهم في فلسطين نرى ما صرح به نصر الله في سنة 2012 حدث على أرض الواقع فقد استخدم جزء يسير من الصواريخ الدقيقة التي يملكها وعنده عشرات الآلاف منها وتحديد أهداف دقيقة في تل أبيب فعلى سبيل المثال تم قصف قاعدة غليلوت الخاصة بالوحدة 8200 وهي قاعدة سرية خاصة بالمخابرات أمان  وثبت صدق حسن نصر الله عندما توعد الصهاينة بهدم بيوت المستوطنين الصهاينة عندما أكد في خطابه 2012 البيوت مقابل بيوت كما وعد نصر الله في 2006 باستهداف حيفا وما بعد حيفا يؤكد المحلل العسكري "يوسي يهوشواع" أن نصر الله حاليا يستطيع أن يستهدف تل أبيب وما بعد تل أبيب حيث يقول : "حزب الله وعد في عام 2006 باستهداف ما بعد بعد حيفا، واليوم هو قادر على ضرب ما بعد بعد تل أبيب، والحزب لم يستخدم حتى الآن 10% من قدراته". فقد نفذ نصر الله وعده في خطاب 2012 عندما دمر بيوت مستوطنين الصهاينة وهنا ننقل وفق ما تنقله الصحف الصهيونية وبعض رؤوساء البلديات للكيان المحتل رغم الرقابة الصهيونية والحرص على التكتيم الإعلامي عن عدد البيوت التي دمرتها صواريخ حزب الله خلال 7 أشهر إلى 9 أشهر من أحداث طوفان الأقصى حيث ظهرت النتائج حول عدد البيوت التي استهدفها حزب الله في شمال فلسطين من صحيفة يديعوت أحرونوت ومعاريف ومجموعة من القنوات الصهيونية كالقناة العبرية 12 على النحو الآتي:
فمثلا وفق أحصائيات وزارة الدفاع الإسرائيلية في شهر يونيو قام حزب الله بتدمير ما يقارب 930 منزلا ومبنى في 86 مستوطنة في الشمال حيث شمل التقرير نسبة الأضرار في المنازل الخاصة 70% أما المباني العامة بلغت الأضرار نسبة 18% في حين بلغت الأضرار في البنية التحتية نسبة 13% وتذكر صحيفة يديعوت أحرونوت أن بلغت الأضرار إلى شهر يوليو من صواريخ حزب الله ما يقارب 1023 منزلا توزعت الاستهدافات على مستوطنات الآتية: 
كريات شمونة 147 منزلا 
والمنارة 130 منزلا من أصل  155 
والمطلة 131 منزلا 
وشلومي 115 منزلا
وعرب العرامشة 88 منزلا

كما يذكر رئيس بلدية كريات شمونة جالاتس واصفا أن كريات شمونة أصبحت مدينة أشباح فيقول :"لقد احترقت سلسلة جبالنا الخضراء بالكامل  وتضرر حوالي 1000 منزل منها حوالي 400 أصيبت بشكل مباشر ولن يكون من الممكن ترميم الكثير منها" وفي أحصائية حديثة في يوم 10 أكتوبر 2024م أي بعد بلوغ طوفان الأقصى عامه الأول تذكر صحيفة يديعوت أحرونوت: تسجيل 1645 إصابة مباشرة للمباني في المستوطنات الشمالية بفعل صواريخ حزب الله خلال الحرب، ومعظمها في كانت مستوطنتي "كريات شمونة"  و"المطلة". وهنا يعود حسن نصر الله ويصدق وعده ومعادلة الردع التي فرضها ضد العدو الصهيوني وخطابه السابق ذكره.

وعندما ذكر في ذات الخطاب "انتهى الزمن الذي نخاف فيه وأنتم لا تخافون " وقد ظهر الخوف والفزع منذ دخول حزب الله في بداية طوفان الأقصى بجوار فلسطين حتى وصل عدد المستوطنين المهجرين من بيوتهم في شمال فلسطين ما يقارب 300 ألف مستوطن أخلوا فيها 100 مستوطنة ليصدق وعد نصر الله في بث الرعب واحداث أكبر عملية أخلاء لليهود الصهاينة في تاريخ صراعهم وحروبهم مع العرب ويبقى التحدي قائما كما أعلنه نصر الله أمام نتنياهو وحكومته قائما حتى بعد اغتيال نصر الله يعبر عن عجز الصهاينة في ارجاع المستوطنين نحو بيوتهم ليضع نصر الله قاعدة ختامية الردع تصل إلى بقاء حزب الله وزوال الكيان المحتل من الوجود وقد ظهرت بوادر زوال الكيان الصهيوني من الوجود عبر الهجرات الخارجية من سكان الصهاينة لتبلغ ما يقارب600 ألف مستوطن قابل للزيادة وخسائر اقتصادية بلغت 66 مليارد دولار وخسائر في مجال الزراعة في مستوطنات الشمال فقط ما يقارب 131 مليون دولار وحرق أراضي الشمال من صواريخ حزب الله سواء في الجليل أو الجولان المحتل مساحة 230 ألف دونم أي ما يعادل 230 كيلوا متر مربع وفق أخصائية أواخر شهر أكتوبر 
عندما نرجع لأول خطاب لحسن نصر الله مع طوفان الأقصى يوم 3 نوفمبر نرى واضحا أنه انتهج لغة الواقعية والاستدراج ونصح المقاومة الفلسطينية خوض المعركة تحت نظام تجميع النقاط وليس حرب شاملة لأن العدو الصهيوني له دعم دولي هكذا نرى تدرج حزب الله في هذه الحرب التي أثبتت كفاءة نصر الله وذكاءه الاستراتيجي ففي بداية الأمر قام حزب الله باستهداف منظومة الرادارات وأجهزة التنصت على طول الحدود الفلسطينية اللبنانية لينتقل بعدها مرحلة قصف تموضع الجنود واستهداف المستوطنات بشكل تدريجي من 5 كيلوا متر إلى 8 كيلوا متر إلى 10 كيلوا متر فرفع الوتيرة مع نوعية الصواريخ شيئا فشيئا ليصل إلى حيفا وما بعدها خلال فترة حياة حسن نصر الله وضرب (قاعدة غليلوت) للشاباكثأرا على اغتيال فؤاد شكر حيث بلغت مسافة بعدها عن حدود لبنان ما يقارب 110 كيلوا متر مربع ونتج عن هذه العملية الاستخباراتية عبر مصدر أوربي رفيع مقتل 22 جندي من وحدة 8200 وجرح 74 منهم 
وعندما نرجع لعدد الصواريخ التي يقصف بها حزب الله العدو الصهيوني سنرى لعبة تجميع النقاط وايذاء العدو التي اتبعها نصر الله حيث نلاحظ ارتفاع وتيرة قصف حزب الله للصواريخ من شهر يناير 2024 إلى شهر أغسطس على النحو الآتي :
يناير 334 صاروخا 
فبراير 534 صاروخا 
مارس 746 صاروخا
أبريل 744 صاروخا 
مايو 1000 صاروخا 
يونيو 855 صاروخا 
يوليو 1091 صاروخا 
أغسطس 1307 صاروخا

تعد ورقة تهجير المستوطنين أهم ورقة يلوح بها حسن نصر الله وهي من النقاط الاستراتيجية التي يعول عليها حزب الله في معركة طوفان الأقصى رأينا نصر الله يستميت عن هذا النصر الاستراتيجي بكل قوة وير على تهديدات نتنياهو قائلا له أفعل ما تريد فعله لم تستطيع إرجاع المستوطنين ( 300) ألف إلى بيوتهم وأماكنهم ورأينا نصر الله يرد على وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت بكل ثقة وحزم عندما هدد بإيقاف العمليات في غزة والتوجه نحو الجنوب فرد عليه نصر الله أهلا ومرحبا نكمل معكم الحرب ماعندنا مشكلة أما المستوطنون لن يعودوا لن يعودوا بل عليك أن تجهز الفنادق والمدارس والملاجئ والخيام لمليوني مهجر. 
أما شهادات العدو عن حسن نصر الله وعن قدرات حزب الله والقوة الصاروخية هي أكبر من أن تحصى في هذا المقال ولكن أشير هنا لبعض التصريحات التي صدرت من كبار قادة العدو العسكريين وكبار المحللين وهي قديمة تعود إلى شهر يناير 2024م وترى لها جزء كبير من واقع المعركة وقدرات حزب الله وشخصية حسن نصر الله فمن ذلك ما يشير إليه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق (إيال هولاتا) حيث يحذر المسؤولين الأمريكيين من الحماس الزائد لفتح اسرائيل جبهتي حرب ضد حماس وحزب الله في نفس الوقت فيقول :"إن أي حرب مع حزب الله ستكون أكثر فتكا من الحرب الأخيرة في العام 2006 وأن عدد القتلى في إسرائيل قد يقترب من 15 ألفا هذه المرة" ومما يؤكد كلام المستشار تقرير صحيفة واشنطن بوست في 6 يناير 2024م حيث يقول إن إسرائيل تنظر إلى حزب الله بشكل مختلف عن حماس باعتباره جيشا مع تدريب متطور وترسانة من حوالي 150000ألف صاروخ"
أما فيما يخص قيادة حزب الله بزعامة حسن نصر الله يذكر العميد الاحتياط قائد فرقة الجليل سابقا (أفى إيتام):" أن نصر الله طرد إسرائيل من الحزام الأمني (منطقة محتلة من جنوب لبنان قبل تحرير 2000) وفرض عليها الهزيمة في وادي السلوقي ( حرب تموز 2006 ومجزرة الدبابات في وادي الحجير) كما فرض عليها اتفاق الغاز" هنا يفصل العميد تصريحات الإعلام الصهيوني حول أن نصر الله هزمنا ثلاث مرات. 

أما في صحيفة إسرائيل اليوم نشر هيرشون هكوكن في يوم 16 فبراير مقالا يثبت أن نصر الله يشكل تهديدا أمنيا على وجود إسرائيل حيث يرفع سقف المعركة ضد الصهاينة عندما جعل معادلة جديدة صفد مقابل رفح إشارة إلى رفضه الحصار الاجرامي الذي يمارسه الكيان الصهيوني ضد اللاجئين الفلسطينين في رفح وهو المتنفس الوحيد لهم فقد قصف قاعدة القيادة الشمالية للكيان الصهيوني عبر ضربات نوعية محكمة. 
يعبر الكاتب عن خطورة نصر الله من جانب قوته العسكرية وامتلاك صواريخ بعيدة المدى الذي لا تملكها إلا الدول العظمى بل الخطر الأكبر هو ذكاء سلوكه الاستراتيجي الأمر الذي أجبر إسرائيل على إعادة النظر في مفهومها الأمني. 
 

يعتبر القائد حسن نصر الله شخصية لها وزن وثقل استراتيجي ليس في لبنان فقط بل في منطقة الشرق الأوسط جعل من لبنان من بلد تتصارعه المحسوبيات والنفوذ السياسي والتدخلات الخارجية وبلد يرزأ تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي إلى بلد له شأن عظيم في المحافظة على أرضه ووحدة وطنه فأصبحت لبنان بحق هي أول بلد في الوطن العربي يستعيد أرضه محررة من الكيان الصهيوني تحت قوة الحديد والنار دون تفاوض ولا استسلام ولا شروط في سنة 2000م فعندما نعاين شهادات القادة السياسيين والعسكريين للكيان الصهيوني حول الانسحاب الذليل من لبنان بدون أن يحصلوا على أي شرط سياسي يكون في صالحهم ندرك لغة القوة التي أقامها حزب الله على الكيان الصهيوني وهنا أنقل قطرة من بحر وغيض من فيض عن الانسحاب الذليل للصهاينة من جنوب لبنان كما يصرح قادتهم بأنفسهم نذكر بعض هذه الشهادات وهي على النحو الآتي :

المعلق الإسرائيلي المعروف (حامي شيلو) في صحيفة معاريف:
"كان لحزب كما تبين خطط أخرى .. حيث فرض بضربة واحدة السيناريو الذي أراده ورسم صورة سايغونية مذلة " وهنا يقصد فيتنام والخروج المذل لأمريكا منها سنة 1975م. 

ايتان هابر المعلق المعروف والمستشار الإعلامي لإسحاق رابين سابقاً: 
 " أن لبنان دولة مستحيلة .. دولة لا تسري عليها كل القوانين المعروفة في العالم ، ومن تجربة حرب 1982 يمكن القول أنها دولة لا يعتبر الجنون فيها مرضاً" ..

 أما أرئيل شارون الإرهابي الأول ومهندس سياسة الاجتياح والمذابح في لبنان فكان تحدث في مقالة له في يديعوت أحرونوت عن الانسحاب الذليل قائلاً : 
 " عندما طالبت بفصل قضية الانسحاب من لبنان عن سورية أيدت أيضاً الانسحاب أحادي الجانب من لبنان ، ولكنني قلت أنه قبل الانتشار في الحدود الدولية على إسرائيل إن تخلق عامل ردع وأن تفرض الهدوء في جنوب لبنان حتى خلال أيام الانسحاب كان من الممكن فعل ذلك .
لو فعلنا ذلك ، لما وقفنا تحت تأثير الذل الناجم عن الانسحاب تحت وابل من النيران ، وحسب رأيي لو فعلنا ذلك لما كان جيش لبنان الجنوبي قد انهار أشلاء ، كان من الممكن أن يستعد جيش لبنان الجنوبي على نحو آخر وأن يصمد وأن يدافع عن القرى إلى أن تتضح معالم الوضع ـ لقد كان هذا واجبنا تجاه الحلفاء الذين قاتلوا معنا كتفاً إلى كتفاً طوالي 25 سنة ، سنوات جيل كامل ضد "الإرهاب اللبناني" .
 
أقام نصر الله الحجة على الجميع بتحرير لبنان سنة 2000 وهزيمة الكيان الصهيوني سنة 2006 وكان دائما يؤكد أن عزة الأمة والدولة من قوتها وليس من ضعفها كي تنال احترام العالم حيث يقول: " إن كنت ضعيفا لا يعترف بك العالم ولا يحميك العالم ولا يدافع عنك العالم ولا يبكي عليك العالم حتى البكاء لا يبكي عليك العالم الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان إن كنت قويا فافرض احترامك على العالم" 

حرص حسن نصر الله على وحدة الصف اللبناني بجميع أطيافه والحذر من الانجراف خلف كل مشروع فتنوي يمزق وحدة لبنان فقد تعامل مع كافة أطياف لبنان وتقدم بمبادرة كحسن نية والحرص على العيش المشترك أن قام بتأسيس سرايا المقاومة اللبنانية في 13 فبراير 1998م حيث جعلها من كافة أطياف لبنان للانضمام للمقاومة وجعلهم كالبنيان المرصوص في صف واحد ومنع أي نقاش عقائدي ضد كل من يختلف مع توجه الحزب وحرص على تدريب هذه السرايا وعدم الزج بها في الخطوط الأمامية حرصا على أرواحهم كما أن نصر الله عرف عنه بالعلاقة العاطفية الصادقة مع شعبه وحب الناس له نظرا لمصداقيته معهم والحرص على مشاركة الشعب اللبناني في أفراحه وخصوصا همومه وأحزانه فهو المخاطب لشعبه في النصر الإلهي 2006 يا أكرم الناس وأطيب الناس وأشرف الناس وهو من حرص الوقوف مع شعبه والتضامن معه وهو الذي إذا قال صدق وإذا وعد وفى وإذا فعل نفذ وإذا عهد صان وحافظ على عهده فهو من وعد شعبه وحاضنته باعادة الأعمار كل ما تم تدمير من ممتلكات وبيوت وخدمات وقد نفذ وعده في حرب عناقيد الغضب 1996 والدمار الأكبر في الآلاف البيوت والخدمات الذي حدث في حرب تموز 2006 فأعادت منظمة خلق التابعة لحزب الله المموله إيرانيا أعادة بناء وإعمار الجنوب اللبناني والآن يؤكد ويرسخ نعيم قاسم عهد ووصية السيد حسن نصر الله في آخر خطابه يبعث البشريات والتطمينات إلى شعب لبنان الوفي قائلا:"وأعدكم وعد السيد نصر الله بالعودة إلى بيوتكم واعمارها أجمل مما كانت" فكثير ما رأينا وسمعنا تصريحات السيد نصر الله حيث ينسب أحد أسباب نجاح المقاومة في لبنان هي العلاقة العاطفية المتبادلة بيننا وبين الشعب كانت الثقة كبيرة َمتبادلة بين حزب الله وشعب لبنان وحاضنته خصوصا في جنوب لبنان وهو من يعطيهم جرعات من الثقة والطمأنينة والصبر عند النوائب كانت كلمات نصر الله كالمطر تنزل على قلوب أهل لبنان كان يوعدهم في عز قوة العدو وضرباته في تدمير البيوت في حرب تموز 2006 فيقول :
" كما وعدتكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا" حيث كان نصر الله بالنسبة للشعب بمثابة الأب لأبنه والأخ لأخيه مواسيا لهم رافعا معنوياتهم ومحفزا لهم فهو الذي كان يوجه شعبه في مكافحة اليأس حيث يقول :" لايجوز أن نيأس اليأس هو خلق الضعفاء هو خلق الفاشلين هو خلق عديمي الإرادة وفاقدي العزم لا يمكن أن نسمح لليأس أن يتسلل إلى قلوبنا" فهو عندما يتحدث ويخطب يعلمون صدق أقواله وتوافقها مع أفعاله ورأينا قوة الرابطة الأخوية بين مقاتلي حزب الله والقائد نصر الله من خلال تبادل الرسائل والخطابات بينهما ففي عملية الوعد الصادق 2006 رأينا تعبير نصر الله المغمور بعمق المحبة وروح الانتماء للوطن وعبارات الثناء والتشبيهات البليغة ومعالم الأدب الجم والتواضع من نصر الله تجاه مقاتليه حيث رسخت عباراته الخالدة وجمله المنمقة في ذهن كل مقاتل لدى حزب الله فكان شخصا مهذبا متواضعا ينسب الفضل للمقاتلين ويشكرهم على جعله قائدا لهم حيث قال:" يا أخواني أنتم أصالة تاريخ هذه الأمة وأنتم خلاصة روحها، أنتم حضارتها وثقافتها وقيمها وعشقها وعرفانها، أنتم عنوان رجولتها، أنتم خلود الأرز في قممنا وتواضع سنابل القمح في ديارنا، أنتم الشموخ كجبال لبنان الشامخة العاتية على العاتي والعالية على المستعلي، أنتم بعد الله تعالى الأمل والرهان، كنتم وما زلتم وستبقون الأمل والرهان، أقبّل رؤوسكم التي أعلت كل رأس، واقبّل أياديكم القابضة على الزناد، يرمي بها الله تعالى قتلة أنبيائه وعباده والمفسدين في الأرض، وأقبل أقدامكم المنغرسة في الأرض، فلا ترتجفوا ولا تزولوا من مقامها ولو زالت الجبال..
يا أخواني، يا من أعرتم الله جماجمكم، ونظرتم إلى أقصى القوم، جوابي لكم هو شكر لكم إذ قبلتموني واحداً منكم، وأخاً لكم، لأنكم أنتم القادة وأنتم السادة وأنتم تاج رؤوس ومفخرة الأمة، ورجال الله الذي بهم ننتصر". 

هنا أشير إلى شاهد يبرهن صدق نصر الله مع شعب لبنان دون النظر لعرق أو مذهب أو طائفة فمن ذلك ما حدث لأهل عكار انفجار خزان وقود في 13 أغسطس 2021 مما خلف 29 شهيدا و78 جريحا من الأهالي فقد كان موقفه حزينا متاثرا بالحادثة فقام بتعزية أهالي عكار وهم من الطائفة السنية الكريمة حيث قال في خطابه: 
«أننا نسعى إلى التواصل مع الأهالي، ولكن لا نريد المزايدة على أحد أو الاستثمار السياسي والتوظيف بالدم، نحن مشاعرنا إنسانية تجاه العائلات المنكوبة، وسنقدم لهم المساعدة المطلوبة»

فقد التزم بعهده ووفى بوعده فأرسل لهم وفدا من حزب الله يزور أهالي عكار مواسيا لهم كما أنه منحهم تعويضات مادية لأهالي الشهداء 30 مليون ليرة لبنانية لكل عائلة شهيد و15 مليون ليرة لبنانية للجرحى وهي مبادرة في قمة الإنسانية والرقي والنزاهة ضاربا بالمناكفات السياسية عرض الحائط فكان ردة فعل أهالي عكار وشيوخها في غاية الفرح والشكر للموقف الإنساني الذي قدمه حزب الله عكس التيارات السياسية الأخرى والموقف الضعيف جدا من الحكومة اللبنانية فقد عبر رئيس حركة الاصلاح والوحدة الشيخ ​ماهر عبدالرزاق​ قائلا:
"أثبتم من جديد يا سماحة السيد أنكم أهل المسؤولية والمواساة للناس والوقوف الى جانبهم".

كما عبر رئيس بلدية ​البيرة​ الحاج أبو ماجد وأكد "فخر العكاريين واعتزازهم برجل المواقف وصاحب الوعد الصادق السيد حسن نصرالله، الذي يقف دائماً إلى جانب المحزونين والمصابين بالآلام والأحزان والعكاريين"

وإذا ما تطرقنا للمواقف التاريخية الحاسمة التي لعبها السيد نصر الله في حق لبنان وشعبها لاحتجنا إلى مئات الصفحات ربما لتخليدها ويكفي هنا أن أشير إلى الموقف الحاسم والتدخل التاريخي الذي لعبه نصر الله في إنقاص لبنان وشعبها عندما وقفت الحكومة مكتوفة الأيدي حول أزمة المازوت وتوقف الكهرباء في عدد من المستشفيات والأفران والمصانع ومحطات البترول فقد تطوع نصر الله بعد عجز الحكومة المكبلة القيود الغربية واقتراب قدوم الشتاء القارس مما يؤثر على حالة الشعب اللبناني تقدم بطلب رسمي إلى الحكومة الإيرانية بما يقارب 10 ملايين لتر من مادة المازوت لسد احتياجات لبنان وشعب لبنان لفترة مؤقته فليت إيران النداء وأرسلت شحنات تحمل المازوت إلى لبنان فحذر نصر الله إن قصف هذه الشحنات هو بمثابة قصف أرض لبنانية فجرى تخفيف العبء عن الحكومة اللبنانية وإيصال الشحنة إلى مرافئ بانياس السورية فتكفلت الحكومة السورية نقلها عبر الشاحنات وصولا إلى بعلبك ليتكفل حزب الله بدوره توزيع المازوت على جميع المحافظات اللبنانية وسد هذه الازمة عبر تزويد المازوت الأماكن الخدمية والصحية ومحطات البترول فرصلت أول شحنة في يوم 13 سبتمبر 2021م بحمولة 40 شاحنة بما يقدر مليونين لتر من المازوت وهكذا نفذ نصر الله وعده وانتشل لبنان حكومة وشعبا من هذه الأزمة الخانقة وإن كانت فترة مؤقته في وقت كان أصحاب النفوذ يتاجرون بهذه الأزمة ويحملون المسؤولية حكومة الرئيس ميشيل عون التي جاءت بعد انفجار مرفأ بيروت تاريخ 4 أغسطس 2020م.

في ضوء مواقف نصر الله مع الشعب والإشارات الوميضة حول دوره في تفجيرات عكار وأزمة المازوت. 

 يستوقفني قول الشاعر أبو العلاء المعري: 
أُلو الفَضلِ في أَوطانِهِم غُرَباءُ
تَشِذُّ وَتَنأى عَنهُمُ القُرَباءُ

قد رحل نصر الله الذي حمل هموم الأمة وقضية فلسطين على عاتقه وجعلها أمانة في عنقه فجعل نكبة فلسطين في 48 هي نكبة للعرب والآمة وليس لأهل فلسطين فقط كما ذكر في خطابه 25 مايو 2013

قد رحل من حرص على وحدة المسلمين شيعة وسنة وعدم الانجراف خلف الأحقاد الطائفية وغلق هذا الباب أمام المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة 

قد رحل نصر الله وهو يدافع نيابة  عن أمة المليار وهو من سخر نفسه وروحه وشبابه خدمة للقضية الفلسطينية والذي كرس وقته وجهده في قراءة مذكرات قادة العدو ودراسة نقاط ضعفهم وثغراتهم ومعرفة مواطن القوة طوال أكثر من 33 سنة حيث يذكر اليهودي الأمريكي نورمان فينكلستاين عن شخصية حسن نصر الله ودهاءه وسعة اطلاعه وقراءته للمذكرات الإسرائيلية وقادة أمريكا كجورج بوش فيقول:
"هذا الخطاب شكل صدمة لي" يقصد أحد خطب نصر الله ليوم الشهيد "حيث لم يسشتهد من خلاله بمذكرات طوني بلير فقط وإنما أيظا بمذكرات جورج بوش وهنا سأذكر بأن مذكرات جورج بوش قد نشرت قبل خمسة أيام من خطاب نصر الله وكأنه قرأ مذكرات بوش قبل أن يعلم أو يقرأها بوش بنفسه وهذا بالنسبة لي مثال ينبغي أن نضعه في أذهاننا" ثم يركز على أخر ثلاثة أجزاء من خطابه فيقول:" وتحتوي على كثير من الدهاء وأقول بصراحة هنا بأن نصر الله هو القائد السياسي الوحيد الذي تتعلمون من خطاباته فهو معلم نصر الله لبس مبتذلا كأوباما هو يجلس ويقرأ الصحف الإسرائيلية ويقرأ جميع كتبهم ويعلم بهم جميعا هو يقرأ المذكرات ويقرأ الصحف ويستفيد من المعلومات بدهاء ليجلب العار
لأعداءه وهذا هو السبب الوحيد الذي يجعل من حزب الله يمتلك القدرة على أن يحتل مكانة هامه في العالم 
وهذا هو السبب لكون القوى السائدة في العالم تتأمر عليه اليوم يريدون تدميره ليس لأسباب دينية إنما لأنه ذكي ومختص وهو مرعب المرعبين "
قد رحل الخطيب المفوه صاحب الوجه البشوش والقلب الطيب والروح المرحة مع كافة شرائح لبنان 

قد رحل من كان يحرص على معالجة قضايا المواطنين والعيش مع همومهم ليفرح من فرحهم ويحزن من حزنهم

قد رحل من غير معادلات الصراع العربي الإسرائيلي فكرس قولا وفعلا إن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت وأن إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة وأن الصهيوني الوحش الكاسر أصبح لا يستطيع الدخول إلى أرض لبنان ولا يستطيع قصف المدنيين ولا البنى التحتية في لبنان طوال عقدين من الزمن فأصبح الوحش الهائج يتخبط خبط عشواء في حضيرته لا يستطيع ضرب لبنان ولا قصف لبنان ولا اجتياح لبنان واحتلاله طوال ما يقارب أكثر من 24 سنة. 

قد رحل نصر الله روحا وجسدا ولكن بقت أقواله هيهات منا الدلة أوهن من بيت العنكبوت الخبر ما سترون لا ما تسمعون ستدمر ألويتكم ولى زمن الهزائم وأقبل زمن الانتصارات
وظلت أفعاله خالدة في صفحات التاريخ من إدخال معادلة صواريخ الكاتيوشا وضرب مستوطنات 1992م إلى فرض معادلة بيوت مقابل مستوطنات في حرب عناقيد الغضب 1996 إلى عملية أنصارية وقتل 12 جندي صهيوني من وحدة الكوماندوس في 5 سبتمبر 1997م إلى تحرير مساحة 1100كم من أرض لبنان من الاحتلال الإسرائيلي سنة 2000 ومقتل ما يقارب 1200 جندي صهيوني إلى ملحمة تموز 2006 وصولا إلى تحرير جرود عرسال مساحة 100 كيلوا متر مربع سنة 2018 من تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة إلى أم المعارك وفيصلها طوفان الأقصى إلى أن فاضت روحه العطره في يوم 27 سبتمبر 2024م بعد إطلاق قنابل خارقة تحت الأرض وإلقاء ما يقارب 85 ألف طن من القنابل على المبنى الذي يتواجد فيه شاهدة على فارس ارتجل من صهوة جواده ليرفع راية النضال والجهاد من يأتي بعده من القادة فالمقاومة فكرة والفكرة لا تموت كاشفا عن الرعب الذي سببه على الكيان الصهيوني وحقدهم الدفين ليشكل فعلتهم سطر من صفحات ونقطة من بحر جرائمهم التي لا تنتهي ولا تتوقف متوجة نهاية بطل ضرغام وأسد مقدام وقائد معطاء وشخصية فولاذية أربكت حسابات العدو ردحا من الدهر.

عندما حدثت تفجيرات البيجر وأردت ما يقارب 3000 مقاتل من حزب الله َووحدة الرضوان جرحى واغتيال 15 فرد من قادة وحدة الرضوان واغتيال جميع قادة الهيكل التنظيمي بما فيه حزب الله ظن الجميع نهاية حزب الله وانكساره وعودة لبنان للعصر الإسرائيلي بعد تحرير الوطن من دنس الكيان الصهيوني الغاصب فطار المجرم فرحا منتشيا فقرر الغزو البري للبنان من أجل تحقيق الأهداف التي فشل وعجز عن تحقيقها قبل استشهاد حسن نصر الله ألا وهي كالآتي :

عودة المستوطنين في الشمال إلى بيوتهم حيث بلغ عدد النازحين 300 ألف نازح كما تم إخلاء 100 مستوطنة بفعل صواريخ حزب الله 

إرجاع حزب الله إلى نهر الليطاني أي مساحة 35 كيلوا متر داخل حدود لبنان 

انتزاع سلاح المقاومة في حزب الله 

فانتظرهم أشاوس حزب الله وخاضوا معارك تاريخية ضد العدو الصهيوني من 1 أكتوبر إلى 1 نوفمبر سجل العدو الصهيوني عجزا مخزيا وخسائر بشرية فادحة فبلغ قتلى جنود الصهاينة وفق تسريبات غير رسمية أكثر من 400 جندي وجرحى أكثر من 900 جندي وفق أعلام حزب الله كما تم تدمير 40 دبابة من دبابات الميركافا وهنا صدق وعد الشهيد حسن نصر الله عندما قال للصهاينة:" إن فكرتم الدخول إلى لبنان سيشهد العالم بثا مباشرا لتدمير الدبابات"

فقد صدق قول السموأل حينما قال :

إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيِّدٌ
قَؤُولٌ لِما قالَ الكِرامُ فَعُولُ

قد فرض الباطل سطوته وأظهر البطش جبروته و أبرز الظلم مخالبه وأطبق الطغيان جحيمه أمام هذه الصعاب نستذكر مقولة سيد قطب حينما يصل الباطل قمة نشوته وعنفوان كبريائه يقلب الله عاليها سافلها فيرفع راية الحق ويركس راية الباطل في الدرك الأسفل حيث يقول:

"قد يزهو الباطل حتى ليكاد يطال بزهوه عنان السماء .. ويتألم الحق حتى ليكاد يسمع ألمه أهل الأرض والسماء وفي ذروة الزهو ومنتهى اﻷلم وعظيم صبر المؤمنين يحدث التحول وينقلب الامر رأسا على عقب وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله ويتلاشى الباطل وأهله ويبقى الحق وأنصاره ، فما بين خلع ثوب الذل ، ‏و ارتداء ثوب الحرية ‏تظهر عورات الكثيرين "

بدأت مفاجأت حزب الله تكشر عن أنيابها فقام حزب الله بجعل حيفا مثل كريات شمونة مدينة أشباح وهي الخزان الاقتصادي للكيان الصهيوني فقام حزب الله بقصف تل أبيب وما بعد تل أبيب كما قام بإرسال مسيرة في عملية استخباراتية دقيقة داخل صالة الطعام للجنود الصهاينة أردت عشرات القتلى و67 جرحى كما أن حزب الله في خطوة جريئة قاموا باستهداف منزل سفاح الصهيونية نتنياهو في قيسارية عبر مسيرة عبرت 70 كيلوا متر مربع دون أن تفعل صفارات الإنذار ولا استطاعت الدفاعات الجوية إسقاط الطائرة المسيرة.

فالله الله يا مجاهدو حزب الله عليكم الثبات في خط المواجهة وحسن التخطيط في ميادين الوغى مع الالتزام بالهدوء والثقة في منازلة العدو الصهيوني وأنني أدرك أنكم لا تنتظروا الوصية والنصح والتذكير من شخص يعيش بعيدا عن كوارث الحرب ومحنها فمن أكون أنا أمام الأقدام الثابته والزناد المثخنة بالجناح والأعين الساهره في مراقبة العدو ولكن من باب التضامن والدعم والمؤازرة كونكم في الخطوط الأمامية لمواجهة أطماع العدو الصهيوني. 

نعم هكذا رحل القائد الهمام حسن نصر الله رحل بجسده ويبقى الأثر وتبقى كلماته وفكره الجهادي عن فلسطين مغروسا في قلب كل مسلم غيور في هذه الأمة الذي رفض أن تكون غزة وفلسطين وحدها في مواجهة العدو الصهيوني فاشترط وقف إطلاق النار في لبنان مربوطا بقرار وقف إطلاق النار في غزة وهكذا تكمن الأخوة الإسلامية الصادقة والله لا يؤمن من بات شبعانا وجاره جائع فلا تشبع لبنان وجارتها فلسطين وغزة جائعة.
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها
صدر كتاب تحت عنوان: قراءة في الحركة المهدوية نحو بيت المقدس للشيخ الدكتور علي جابر
المساعدون القضائيون في صيدا يكرّمون القاضي إيلي أبو مراد قبل انتقاله إلى البقاع
المقداد يجول في جرد جبيل ولاسا
مؤتمر دولي لنصرة غزة من بيروت الى اليمن وفلسطين والعالم
بتاريخ ٢٠٢٤٠٤٠١ نظمت السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي شعبة بشارة الخوري محمد الحوت المتحف في منطقة بيروت
في أجواء شهر رمضان المبارك وبمناسبة يوم الأرض ،
واشنطن تصنف انصار الله جماعة إرهابية وتدخل حيز التنفيذ من يومنا هذا وصنفت قيادات الصفوف الاولى من حركة انصار الله بلائحة الارهاب
قتيل وجرحى بين العرب في البقاع الاوسط في منطقة قب اللياس
النائب برو يتفقد احوال النازحين في علمات والبدان المجاورة
بعد طلب سماحة القائد الولي الاعلى السيد علي الخامنئي حفظ الله
بسم الله الرحمن الرحيم
كتب حسن علي طه يا أمة المليار منافق، غزة تُباااااد ، فماذا أنتم فاعلون؟ عامان، لا بل دهران، لكثافة ما حصل في غزة من أحداث.
مباشر من حفل اطلاق الحملة الرسمية لاحياء اليوم القدس العالمي التي يطلقها ملف شبكات التواصل في حزب الله
الوزير السابق للداخلية مروان شربل
ممثل الامين العام لحزب الله الشيخ الدكتور علي جابر يزور مطبخ مائدة الامام زين العابدين ع في برج البراجنة
قيادة الحملة الدولية لكسر حصار مطار صنعاء الدولي
الحاج حسن من بريتال: أزمة انتخاب رئيس الجمهورية سياسية وليست دستورية
تحت عنوان (على طريق القدس موحدون لمواجهة الفتن ومؤامرات التفريق بين أمتنا )
صنعاء بمواجهة العدوان المتجدّد: لا وقف لعمليّاتنا
الصوت الذي لم يستكن يوماً
سفير «إسرائيل» مخاطباً ترامب: أنت «مخلّصنا المختار»
الشرع يقبل بما رفضه الأسد
واشنطن ورؤيتها للبنان: احتواء تداعياتها بالحوار!
جـنـبـلاط يـطـالـب غـوتـيـريـش بـفـتـح تـحـقـيـق مـسـتـقـل بـأحـداث الـسـويـداء صـحـيـفـة الأخـبـار طالب الرئيس السابق لل
سياسيون ضد السلاح... إلّا سلاح مواكباتهم
«خطة» نتنياهو لليوم التالي: حرب اسمية... وترحيل بالمعاناة فلسطين تقرير يحيى دبوق السبت 20 كانون الثاني 2024 استرا
لم تتغير طائفة المقاومين... بل تغيّرت أحزابهم!
تهجير وإبادة الأقليات.. ماذا عن غزّة؟
مصر تحيي مقترح «القوة العربية المشتركة» الأخبار السبت 13 أيلول 2025 تقترح مصر إشراك نحو 20 ألف مقاتل من جيشها في القوة
الاخبار _ابراهيم الامين :إلى جوزيف عون ونواف سلام: السلم الأهلي رهن موقفكم
برسم الزملاء المحللين و السياسيين وخصوصا اللبنانيين وبعض العرب عن التحليل السياسي والموقف المطلوب: اطلاق الصواريخ نموذجا
وضع الطرق الجبلية صباح اليوم: أفادت غرفة التحكم المروري بأنّ الطرقات الجبلية المقطوعة صباح اليوم السبت بسبب الثلوج هي:
حول مستقبل النظام الدولي.. احتمال الفوضى أو النظام
العدوّ نحو رفع درجة التصعيد في الجنوب؟
الأنباء: لبنان يواجه مخاطر كبيرة ... إسرائيل تضغط بالنار لفرض شروطها
الاخبار _ابراهيم الامين : كيف تقنعون الناس بأنكم دولة تهتم بمواطنيها؟
السياقالراهن من الخداع والعدوان والتدخلات الإقليمية والدولية يكتبهافتحي الذاري ❗خاص❗ ❗️sadawilaya❗ يمثّل المشهد ال
‼️خاص صدى الولاية‼️: اليمن في صدارة المقاومة خطاب قوي للسيد القائد عبد الملك الحوثي يدعم القضية الفلسطينية ويؤكد تلاحم الشعب
بعد امتعاض الثنائي... ارتفع صوت «القوات» والتيار اعتراضاً معايير سلام: خرّيجو أميركا أو حملة جنسيتها!
الاخبار _ رشيد حداد: رفض أوروبي لتسليح الوكلاء: السيناريو السوري لا يصلح لليمن
سنة
شهر
أسبوع
يوم
س
د
ث